السبت 02 / أغسطس / 2025
من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية

الأمم المتحدة تعلن نهاية عصر الوقود الأحفوري وولادة زمن الطاقة النظيفة

الأمم المتحدة تعلن نهاية عصر الوقود الأحفوري وولادة زمن الطاقة النظيفة
شرين إحسان

في خطاب جريء وصفه المراقبون بـ"النداء العاجل من أجل كوكب يحتضر"، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن العالم دخل رسميًا «عصر الطاقة النظيفة»، بينما ينهار «عصر الوقود الأحفوري» تحت وطأة الكوارث المناخية وارتفاع الجدوى الاقتصادية للطاقة المتجددة.


قال غوتيريش من مقر الأمم المتحدة بنيويورك، أمس الثلاثاء، إن العالم يقف على أعتاب "ثورة طاقة لا يمكن إيقافها"، مشيرًا إلى أن الاستثمار في الطاقة النظيفة وصل إلى 2 تريليون دولار في عام 2023، متفوقًا لأول مرة بفارق 800 مليار دولار عن الاستثمارات في الوقود الأحفوري.


الشمس لا تفرض ضرائب.. والرياح بلا حظر!


أكد جوتيريش أن مصادر الطاقة المتجددة أثبتت أنها أرخص، أسرع، وأكثر استقرارًا من نظيراتها التقليدية، مستشهدًا بتقارير "الوكالة الدولية للطاقة المتجددة" التي أوضحت أن 90% من مشاريع الطاقة الجديدة حول العالم توفر كهرباء بتكلفة أقل من أرخص مصادر الوقود الأحفوري الجديدة.


وأضاف: "أسعار أشعة الشمس لا ترتفع، ولا يوجد حظر على الرياح. الطاقة المتجددة تمنح السيادة الحقيقية للحكومات، وتحرر الشعوب من تقلبات الأسعار والأزمات الجيوسياسية".


الطاقة المتجددة: فرصة القرن


طرح جوتيريش ثلاثة أسباب رئيسية تجعل من التحول إلى الطاقة المتجددة خيارًا لا رجعة فيه:


 الجدوى الاقتصادية:


 الطاقة النظيفة أرخص وأكثر استدامة على المدى الطويل، بينما يتسبب الوقود الأحفوري في إعاقة الاقتصادات النامية بسبب دعمه من الموازنات العامة بنسبة 1 إلى 9 عالميًا.


 الأمن والسيادة الطاقية:


 الوقود الأحفوري بات تهديدًا لأمن الطاقة، كما أظهرت أزمة أوكرانيا، بينما توفر الطاقة المتجددة استقرارًا واستقلالًا.


 الوصول والمرونة: 


يمكن نشر تقنيات مثل الألواح الشمسية في أبعد القرى، عكس محطات الفحم أو النفط المعقدة والمكلفة.


تحذير شديد اللهجة: "الوقت ينفد"


رغم التفاؤل، حذر جوتيريش من أن التحول لا يسير بالسرعة أو العدالة المطلوبة، مشيرًا إلى أن هدف اتفاق باريس بحصر الاحترار عند 1.5 درجة مئوية "في خطر غير مسبوق"، داعيًا إلى تسريع وتيرة خفض الانبعاثات.


كما طالب دول مجموعة العشرين، المسؤولة عن 80% من الانبعاثات العالمية، بقيادة جهود الانتقال النظيف، ووضع خطط وطنية واضحة تعزز الثقة في المسار الجديد.


دعوة لبناء أنظمة طاقة "قرن 21"


أكد الأمين العام أن الفرصة لا تزال سانحة لإعادة بناء منظومة الطاقة العالمية على أسس حديثة ومرنة، تشمل شبكات رقمية وتخزين طاقة ذكي، وسلاسل توريد آمنة، وتمويلات عادلة للدول النامية، قائلاً: "هذه ليست ثورة نخبوية، بل سباق جماعي يشمل الجميع".


واختتم كلمته بالقول: "لدينا الأدوات والمصادر والفرصة. إن ضيعناها الآن، فسنفقد حق الأجيال القادمة في مستقبل آمن ونظيف".


موضوعات ذات صلة