مع تفاقم أزمة الكاكاو العالمية .. صناعة الشوكولاتة على صفيح ساخن

تشهد صناعة الشوكولاتة العالمية واحدة من أسوأ أزماتها منذ عقود، بعد أن بلغ سعر الكاكاو مستويات تاريخية، مما وضع كبرى الشركات المصنعة في مواجهة مباشرة مع تحديات التوريد والتكاليف والإنتاج.

الكاكاو.. من محصول إلى أزمة عالمية 

قفزت أسعار الكاكاو في الأسواق العالمية بنسبة تجاوزت 150% منذ بداية عام 2024، لتتجاوز حاجز 10,000 دولار للطن، وهو أعلى سعر في تاريخ السلعة. ويعود هذا الارتفاع إلى عدة أسباب، أبرزها:

تغيرات المناخ .. موجات الجفاف والأمطار غير المنتظمة أضرت بمزارع الكاكاو في أهم دولتين منتجتين، وهما ساحل العاج وغانا.

 أمراض تصيب المحاصيل .. مثل تفشّي أمراض زراعية مثل فطر الكرمة السوداء أدى لتلف جزء كبير من الإنتاج.

مشكلات لوجستية وتمويلية .. تعثر المزارعين في الحصول على التمويل الكافي وتأخر في الشحن والنقل.

شركات الشوكولاتة في ورطة

مع تضاعف أسعار الكاكاو، اضطرت شركات مثل مارس ونستله وليندت إلى تقليص الإنتاج أو رفع أسعار منتجاتها بنسب تصل إلى 20 بالمئة. 

وتقول بعض الشركات الصغيرة إنها على حافة الإغلاق، مع استحالة شراء المواد الخام بنفس الشروط السابقة.

في مصر وعدد من دول الشرق الأوسط، بدأت آثار الأزمة بالظهور في الأسواق، حيث ارتفعت أسعار بعض أنواع الشوكولاتة بنسبة 30%، مع توقعات بمزيد من الارتفاع خلال موسم الأعياد. 

وتواجه مصانع الحلويات المحلية تحديات في توفير بدائل أو امتصاص الصدمة دون تحميلها بالكامل للمستهلك.

في ظل هذه الأزمة، يبقى مستقبل الشوكولاتة، الحلوة المفضلة لملايين البشر، متوقفا على توازن بين الطبيعة والأسواق.