الإثنين 22 / سبتمبر / 2025
من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية

الزراعة تقاوم التدهور وتعزز الأمن الغذائي  بتمويل المنح الصغيرة

 الزراعة تقاوم التدهور وتعزز الأمن الغذائي  بتمويل المنح الصغيرة
شرين إحسان

في مواجهة التحديات البيئية المتزايدة بفعل التغير المناخي، تتجه أنظار العالم نحو ممارسات الزراعة المستدامة، باعتبارها خط الدفاع الأول لحماية التربة وتعزيز الأمن الغذائي، لا سيما في المجتمعات الريفية الهشة. وفي مصر، يشكل برنامج المنح الصغيرة التابع لمرفق البيئة العالمية (GEF/SGP) أحد أنجح أدوات تمويل وتنفيذ المبادرات المجتمعية الرائدة التي تستهدف وقف تدهور الأراضي وتمكين الفئات الأكثر تضررًا من آثار تغير المناخ.


في كفر الدوار وأبو حمص، تبنت الجمعية المصرية لتنمية المجتمع المحلي مشروع "التكيف مع التغيرات المناخية وحماية الرقعة الزراعية"، والذي مكّن المزارعين من التحول إلى خبراء زراعيين، من خلال المدارس الحقلية التي ركزت على محاصيل استراتيجية مثل القمح والطماطم والأرز.

المشروع لم يكتف بالتدريب الزراعي، بل قدم نموذجًا توعويًا متكاملًا عبر ندوات حذرت من حرق المخلفات، وعرّفت المزارعين بأساليب تدويرها لإنتاج الكمبوست والسيلاج. كما شدد المشروع على دور الإعلام البيئي في تصحيح السلوكيات الزراعية الخاطئة.



بقيادة جمعية الخدمات المتكاملة بكفر الدوار، قدم مشروع "أزولا.. ذهب مصر الأخضر" تجربة متكاملة لتمكين المرأة الريفية اقتصاديًا وبيئيًا. تدربت السيدات على إنتاج وتسويق الأعلاف الخضراء الصديقة للبيئة من نبات الأزولا، مما قلل الاعتماد على الأعلاف التقليدية، وفتح آفاقًا جديدة لدمج المرأة في الاقتصاد الأخضر المحلي.



في أرمنت، أطلقت جمعية رواد المستقبل بالتعاون مع جمعية النور، سلسلة من اللقاءات المجتمعية ضمن مشروع "معًا من أجل بناء مجتمعات زراعية مستدامة"، للتعريف بفوائد زراعة القصب بالشتلات، خصوصًا في ترشيد استهلاك المياه وزيادة الإنتاجية. المشروع رسّخ لفكرة "الزراعة بالحوار" كمفهوم يُعزز معرفة المجتمع المحلي ويضمن استدامة الحلول.



في قرية العضايمة بإسنا، أثبت مشروع "تطبيقات الزراعة المتجددة" التابع للجمعية القبطية للرعاية الاجتماعية أن الزراعة المستندة إلى العلم قادرة على مواجهة تغير المناخ. اعتمد المشروع زراعة القمح بأصناف محسنة تقاوم الأمراض، ونجح في إنشاء وحدة لإنتاج الكمبوست من المخلفات، مما ساهم في استعادة خصوبة التربة وتحسين جودة المحصول.



في الأشراف بقنا، نظمت جمعية كرامة للتنمية الشاملة مبادرة رائدة بعنوان "بداية خير"، استهدفت أكثر من 550 سيدة من زوجات المزارعين، عبر ندوات توعوية حول مخاطر الحرق المكشوف، واستخدام الكمبوست، وتشجيع زراعة النباتات العطرية ذات القيمة الاقتصادية. ونجح المشروع في تحويل مخلفات أشجار الموز إلى 150 طنًا من الكمبوست، وحظي بإشادة دولية من وفد ياباني وممثلي وزارات مصرية، ما يؤهله كنموذج قابل للتكرار على نطاق واسع.



 تظهر هذه المبادرات بوضوح كيف يمكن لأدوات التمويل الذكية، مثل برنامج المنح الصغيرة، أن تُحدث فرقًا ملموسًا في المجتمعات المحلية، من خلال تمكين المرأة، ودعم الزراعة المستدامة، وتبني أساليب إنتاج خضراء، مما يعزز صمود المجتمعات في وجه التغير المناخي، ويمهد الطريق نحو ريف مصري أكثر استدامة وعدالة.

موضوعات ذات صلة