الإثنين 30 / يونيو / 2025
من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية

الكاتب الصحفي صالح شلبي يكتب: قبل فوات الأوان .. رسائل تحذيرية لمجلس نقابة الصحفيين

الكاتب الصحفي صالح شلبي يكتب: قبل فوات الأوان .. رسائل تحذيرية لمجلس نقابة الصحفيين
صالح شلبي

لقد أعجبت كثيراً، واحترمت أكثر، البيان الصادر عن الزميل الصحفى العزيز بشير العدل، والذي وضع النقاط على الحروف بخصوص عدد من الملفات العاجلة التي يجب أن تتصدر أجندة عمل مجلس نقابة الصحفيين، برئاسة الكاتب الصحفي خالد البلشي، وزملائه الذين اختارتهم الجمعية العمومية بإرادة نزيهة وبأغلبية حقيقية، بعد انتخابات شهد الجميع بنزاهتها.


بيان الزميل العدل لم يكن مجرد كلمات مرصوصة، بل ناقوس خطر يدق أبواب المجلس الجديد، محذّرًا من قنابل موقوتة تهدد الكيان الصحفي، ومن ملفات مؤجلة لم تعد تحتمل التأجيل.


تأمينات الصحفيين العاملين في الصحف المتوقفة أو المتعثرة في الصدور، واحدة من أخطر القضايا التي تمسّ مستقبل أكثر من 900 زميل، باتوا رهائن للغموض والمجهول، هؤلاء لا يطلبون تفضيلاً، بل يطلبون الحد الأدنى من حقوقهم، وضمانة لكرامتهم، وأملاً في معاش آمن لهم ولأسرهم


أما الحد الأدنى للأجور، فما زال حبرًا على ورق في مؤسسات تابعة للنقابة بالاسم فقط، بينما الصحفي فيها لا يجد ما يسد رمقه، ولا يشعر بأدنى درجات التقدير لمهنته، كيف نقبل أن تتجاهل المؤسسات التي تم تأهيلها وتكويدها من النقابة، أبسط الحقوق المالية لزملائنا؟


ثم هناك التدهور المهني، والانهيار الصريح في احترام ميثاق الشرف الصحفي، مؤسسات لم تعد تفرّق بين السبق المهني والفضيحة، ولا بين النقد والمكايدة، للاسف حالة من الانفلات تحتاج لتدخل عاجل يعيد للمهنة توازنها، وللنقابة دورها الرقابي والأخلاقي


أما عن الابتزاز والفصل التعسفي، فالمأساة أكبر من أن توصف، زملاء يُجبرون على التنازل عن حقوقهم تحت تهديد قطع البدل، أو يُطلب منهم دفع التأمينات من جيوبهم كشرط للاستمرار! هل هذه نقابة تحمي أبناءها أم تصمت أمام ذبحهم البطيء؟


لكن الخطر الأكبر الآن، والأكثر إلحاحًا، هو ما يجري داخل لجنة القيد، نعم، نقولها بصوت عالٍ أوقفوا فوراً نزيف القيد.


لقد تحوّل باب القيد إلى بوابة خلفية لتمرير من لا علاقة لهم بالمهنة، ولا معرفة لهم بأبجدياتها. صحف تُنشأ فقط من أجل تمرير الأسماء. صحف بلا جمهور، بلا محتوى، بلا تاريخ، ومع ذلك تُمنح صلاحية تدمير مستقبل النقابة من الداخل.


وهل لا تعلمون؟  أن تلك الصحف أصبحت لها " تسعيرة " معلنة وغير معلنة لمن يريد الانضمام إلى نقابة الصحفيين، وصلت حالياً إلى 150 و200 ألف جنيه؟


وهل لا تعلمون أن هناك 900 صحفيًا أعضاء بالنقابة لا يعملون أصلًا بسبب هذه الصحف الوهمية، التي لا تُخرّج إلا الأزمات؟ ويحصلون على بدل إعانة بطالة من النقابة 


ومع اعتذاري لاستخدام هذا المثل، لكنها الحقيقة العارية: "هي المشرحة ناقصة جثث؟"


أم أن لجنة القيد تريد للنقابة أن تعيش في أزمات مستمرة، واستنزاف دائم لمواردها في صرف معاشات وإعانات بطالة للعديد من الاشخاص دخلوا النقابة من الأبواب الخلفية وليسوا أبناء حقيقيين للمهنة بإستثناء عدد قليل جداًجداً من الصحف ؟


هذه ليست "حنفية قيد"، بل خرق متعمد لسفينة النقابة، لن ينجو منه أحد إن لم يُغلق الباب الآن.


العضوية ليست شارة للوجاهة الاجتماعية، ولا "كارنيه" للحصول على بعض المزايا، بل هي عهدٌ ومسؤولية ومهنة ذات قداسة.


نريد من المجلس وقفة صارمة، وقانونية، ومعلنة، نريد لجان مراجعة جادة، نريد تقييمًا حقيقيًا لكل صحيفة وملف، لا مجاملة ولا مجازفة.


مجلس النقابة الجديد أمامه اختبار حقيقي، والجماعة الصحفية تراقب.


فلا تُخيّبوا ظنّها... ولا تُضيّعوا الفرصة.

موضوعات ذات صلة